البطالة (5) دور الإعلام والتربية
 
 


للإعلام والتربية دور كبير في حل مشكلة البطالة.  فلهاتين المؤسستين دورٌ كبير في توجيه وحتى تشكيل توجهات المجتمع وقيمه.  والذي يعتقد غير ذلك، أي الذي يؤمن بترك ثقافة المجتمع ومعتقداته للمؤثرات الطبيعية، مجانب للصواب.  فالمؤثرات كثيرة وبعضها، بعيداً عن نظرية المؤامرة، يخدم أجندات غير بريئة.
لذلك ينبغي أن تكرس المناهج التعليمية منذ المرحلة الإبتدائية، كما ينبغي أن يعي القائمون على الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، الصحفي والدرامي أولويات المصلحة العامة فيما يخرجون لتجنب المساس بالقيم الإيجابية المراد بناؤها؛ مثل:
o       خلق حالة من الفخر في أوساط المجتمع بالمؤسسات الوطنية ومنتجاتها ومنجزاتها.
o       تشجيع الحس بالإنتماء للمجتمع في أوساط الصناعة والمؤسسات الخدمية والتجارية.
o       بث ثقافة العمل في أوساط النشء قائمة على الإفتخار بالعمل.
o       إعداد الشباب وتدريبهم على كيفية بناء حياة مهنية بطرق موضوعية.
o       نبذ القيم السلبية التي حاربها الدين ورفضتها ثقافتنا العربية وعارضتها تقاليدنا.
o       إعطاء بعد وطني وديني للإلتزام والإخلاص في العمل وإحترام الوقت والحفاظ على المال العام.
o       التركيز في مناهج الجامعات على أهمية العمل الجماعي والتوجه المؤسسي والتفكير التحليلي.
ويتم هذا من خلال إشتمال المناهج على مواضيع وقصص نجاح تخدم هذه الأهداف، وكذلك الإكثار من الزيارات للمصانع والمشاريع التنموية الناجحة. وهذا يقتضي تدريب المعلمين على هذه التوجهات.
كما يمكن للإعلام أن يلعب دوراً هاماً بإبراز الجوانب الإيجابية والتجارب الإبداعية الناجحة وتعميمها.  وعند الحديث عن تجارب سلبية التأكيد على أنها حالة خاصة تتعلق بوضع معين، بحيث لا تنفر المتلقي من قطاع كامل.  كما يجب أن يعي القائمون على المؤسسات الإعلامية أن الفائدة والضرر الناشيء عن ما يكتبوه ويبثوه يعود على البلاد وعلى الإقتصاد الوطني أكثر ما يعود على أصحاب العلاقة المباشرين.
يجب التوجه إلى تلك الفئة من المجتمع التي إعتادت البطالة وإختارتها كنمط حياة دائم ورتبت أمورها هلى هذا الأساس، من أجل تشجيعها على القبول بالفرص الوظيفية المتوفرة بغض النظر عن طبيعة الوظيفة وصعوبتها.  كما يجب محاربة التوجه الإنتقائي في البحث عن عمل، بحيث ينجم عن ذلك عزوف كامل عن بعض الوظائف مما جعلها حكراً على بعض الجنسيات وجعلها مغلقة تماماً على أبناء البلد إذا قرر أحدهم العمل بإحدى هذه المهن. إن فداحة القضية وخطورة تفشي هذه الظواهر في أوساط الشباب يجب أن تقرع ناقوس الخطر الذي يجب أن يدفع الجميع وفي الطليعة التربويين والإعلاميين للعمل في جهد متناغم على خلق عقلية جديدة تجعل لكل مواطن دور في عملية تنمية شاملة تنهض في البلاد إلى المكانة التي تستحق.

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمرنا عبده 
التعليقاريد دور المعلم والتربيه فى حل مشكلة البطاله والتلوث البيئى والتدخين وادمان المخدرات 
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter