عبد الرحمن بن عوف
 
 



وُلِد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في مكَّة بعد عام الفيل بعشر سنين ، أي في حدود العام 580م.. فهو أصغر سِنًّا من النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشر سنين، وكان اسمه يوم مولده عبد عمرو أو عبد الكعبة حسب رواية أخرى، فسمَّاه النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الرحمن بعد أن أسلم وكان إسلامه مبكراً على يد أبي بكر الصديق وهو من بني زهرة ، أخوال النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد نال عبد الرحمن بن عوف ما ناله الصحابة الأوائل من إيذاء مشركي قريش فاضطُرَّ إلى الهجرة مرتين الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة مع الرسول وبقية المهاجرين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة .

وفي المدينة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم،  بينه وبين سعد بن الربيع.. عندما  آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين وبين الأنصار وعلى أثر هذه المُآخاة قال سعد بن الربيع.وكان من وجهاء أهل المدينة. لعبد الرحمن . " أخي أنا أكثر أهل المدينة مالًا فانظر شطر مالي فخذه أي نصفه،  ولي زوجتان فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها لتتزوجها " فقال له عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلُّوني على السُّوق . وذهب إلى السوق فاشترى وباع وربح حتى صار من أكثر المسلمين مالًا .

 شهد عبد الرحمن بن عوف معركة بدر والمشاهد كلها   ويوم أحد ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم حتى إنه أصيب بجروح بالغة بلغ عددُها واحد وعشرين تسببت بعضها بعرج دائم في إحدى ساقيه. كما سقطت بعض أسنانه فتركت خللًا واضحًا في طريقة  نطقه.

أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس سرية إلى دومة الجندل وفتحها وتزوج بنت شريفها .

يوصف عبد الرحمن بن عوف بالكرم الشديد فقد ذكرت كتب السير أنه تصدق بنصف ماله في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام.

وكان كثير الصدقات يكثر من عتق العبيد ويساعد في تجهيز الجيوش وحين وفاته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله وأَوصى بأَلف فرس في سبيل الله وأَوصى لمن بقي من أهل غزوة بدر لكل رجل أَربعمائة دينار وكانوا مائة فأَخذوها.

واجتمع يومًا مع بعض أصحابه على طعامٍ عنده وما كاد الطعام يوضع أمامهم حتى بكى وسألوه ما يبكيك يا أبا محمد ؟.  فقال : لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبزِ الشَّعير.

وهناك رواية أنه دَخَلَ على أم سلمة  فقال لها: قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُهْلِكَنِيَ كَثْرَةُ مالي فأنا أكثر قريش كلهم مَالا  فقَالَتْ له  تَصَدَّقْ أي أكثر من الصدقات وكان هذا نهجه .

بعد وفاة الرسول-ص- وتولي الخلفاء الراشدين الحكم كخلفاء فضل عبد الرحمن بن عوف أن يكون داعماً للخلفاء بتقديم العون والإستشارة والنصيحة لهم عند اللزوم . لا ان يتولى منصباً بنفسه بما في ذلك منصب الخلافة التي سنحت له الفرصة لتوليها عندما رشحه الفاروق عمر ضمن قائمة من ستة أسماء ليتم إختيار أحدهم خليفة ولكنه بادر إلى إستثناء نفسه بحيث تم حصر الإختيار بإثنين فقط وهما عثمان وعلي .

وبذل جهدًا في استطلاع رغبة المرشَّحين الآخرين الصحابة من المهاجرين والانصار إلى أن وجد أن كفَّة عثمان بن عفان  قد رجحت فبايعه على الخلافة. ودعمه وساعده كما فعل مع ابي بكر وعمر

ولكنه لم يرض عن بعض تصرفات عثمان مثل تعيين أقاربه في مناصب الدولة ممن لا يصلح لها .

توفي عبد الرحمن بن عوف سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة رحمه الله ورضي عنه .


 
 

 

تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل


 

Counter