لنتعلم الإدارة من التراث العربي – 13 - الحجاج والمهلب
 
 


 

الحجاج والمهلب

كان المهلب بن أبي صفرة قائداً عسكرياً فذاً، عاش في عهد عبد الملك بن مروان وواليه على العراق والشرق الحجاج بن يوسف الثقفي.  وكان المهلب يتولى حرب الخوارج.  فكان كثيراً ما يرسل الحجاج إليه بتوجيهات مفصلة لم يكن المهلب يتردد برفضها والرد عليها بلطف.  مثل الرد التالي وهو موضوع مقالتنا هذه، حيث كتب إليه المهلب " إن من البلية أن يكون الرأي بيد من يملكه دون من يبصره ".  وكان قد كتب إليه يستعجله في حرب بعض فرق الخوارج.

والمقصود بهذه العبارة المقتضبة هو أن من البلاء أن يكون صنع القرار بيد من لا يعايش الحدث.  وهذه دعوة لإحترام  رأي الأشخاص الميدانيين، الذين برون ويسمعون ويعانون.

وهذا ينطبق على إدارة الشركات ، سواء الصناعية منها أوالخدمية بقدر ما ينطبق على الأوضاع العسكرية والسياسية، فكثيراً ما تتغلب آراء " المقر " على آراء العاملين في الفروع أو المشاريع أو قاعات الإنتاج، فهذا يؤدي إلى تشوهات في تركيبة المؤسسة وينجم عنه قرارات خاطئة تدفع المؤسسة ثمنها.  

رأي العاملين في الميدان ينبغي أن يُحترم وأن يوزن بالميزان الصحيح، على الرغم من إحتمال أن يكون خاطئاً أو واقع تحت مؤثرات خاصة أو أن يكون منحازاً، ففي جميع الأحوال ينبغي الإصغاء جيداً لآراء أهل الميدان.

                                                                                            نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter