لنتعلم الإدارة من التراث العالمي -4- المعلومات
 
 



إعتاد الباحثون والمدونون والكتاب، في جميع الثقافات، على توثيق وتخليد إقتباسات منقولة عن أصحاب الفكر والتجربة تتضمن حكمة وتقدم دروس ذات فائدة عظيمة.  هذه الإقتباسات أضحت موروث كبير يغني الثقافات ويضيف قيمة عظيمة  للبشرية جمعاء.  الإقتباسات الواردة في سياقنا هذا تتعلق بالإدارة ومنسوبة لباحثين وممارسين إداريين، نطق بها أشخاص لديهم المعرفة في سياق كتاب او مقالة او خطاب.  سنقوم، تباعاً بتناول إحدى هذه الإقتباسات بالشرح والتعليق بما يناسب خصوصية أوضاعنا، في منطقتنا العربية، وطبيعة إحتياجاتنا.

-4-

المعلومات

 

Your biggest enemy is the unknown and assumptions.”
? LTG Christianson

يقول الجنرال كريستيانسون أن " أكبر أعدائك هو المجهول والإفتراضات ".  والجنرال أميريكي تقاعد مؤخراً وله كتابات وتنسب إليه الكثير من المقولات.  والقادة العسكريون، في العادة، لديهم ما يقدموه في مجال الإدارة وخصوصاً في مجالات التخطيط الإستراتيجي وبناء القيادات وإدارة الموارد وإدارة المشاريع.  

تتمحور هذه المقولة حول موضوع المعلومات؛ غيابها تماماً أو توفر معلومات ظنية مبنية على إفتراضات.  يقول كريستيانسون أن كلاهما يشكل لك عدواً .  عدو لقدرتك على صنع القرارات وحل المشاكل والتخطيط وقياس الأداء والتحسين وغير ذلك من جوانب العملية الإدارية.

 القادة العظام والمدراء الناجحون يدركون أهمية المعلومات.  وتؤسس الدول من أجل هذا مراكز أبحاث وأجهزة إستخبارات وترسل الجواسيس وتوظف من يطلع على صحافة الأطراف الأخرى.  هذا بالنسبة للدول أما المؤسسات، مثل الشركات الصناعية والخدمية، فإن المعلومات تتبوأ مكاناً لا يقل أهمية.

المعلومات ضرورية لفهم الواقع، كما أنها ضرورية لتوقع ما قد يؤول عليه المستقبل، فالمعلومات ينبغي أن تدار بحكمة ونجاعة بحيث:

1.   يتم الحصول على القدر الأكبر منها.

2.   في التوقيت المناسب.

3.   ويتم تعميمها على جميع أصحاب العلاقة.

4.   ويتم تحليلها وفهمها بطريقة صحيحة.

5.   ويتم تخزينها في مكان آمن.

6.   ويتم تطوير نظام إستعادة لهذه المعلومات عند الحاجة.

7.   ويتم تطوير نظام حماية لها بحيث لا تقع بيد جهة منافسة.

فالمعلومات الناقصة قد يكون ضررها أكبر من نفعها.  والمعلومات التي تصل متأخرة لا قيمة لها.  وكذلك لا قيمة للمعلومات التي لا تدرس، فلا تُحلل ولا يُستنبط منها مؤشرات ودلائل. وعبثاً جهدنا يضيع إذا حصلنا على معلومات ولم نستفد منها في قرارتنا وتوجهاتنا ومعاملاتنا.  ولا قيمة للمعلومة التي نفقدها عند الحاجة إليها بسبب غياب نظام يذكرنا بها ويسهل إستعادتها من مكان تخزينها.

وفي التاريخ هناك أمثلة لا حصر لها عن حالات عن معلومة لو عرف بها البعض لتغير مسار التاريخ.  وكان رسولنا الكريم يقدر المعلومة ويسعى للحصول عليها بنفسه أحياناً ويستفيد منها.

المجهول مربك والتحرك بدون معلومات كمن يقفز في الظلام.  وكذلك المعلومات الظنية أو الإفتراضية غير المؤكدة، وكلاهما نقيض لحالة الإطلاع والمعرفة.  الإدارة الناجحة تعمل على الإنتقال من حالة التغييب إلى حالة المعرفة، ومن حالة الظن إلى حالة اليقين والبناء على ذلك.

                                                                          نديم أسـعد

 


 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter