المدير الناجح عطوف
 
 


المدير الناجح عطوف

المدير الناجح، المدير النموذجي ينبغي أن يكون عطوفاً ورحيماً..

هذا ليس كلاماً عاطفياً ونظرياً إنما هو ضرورة، ضرورة من ضرورات البقاء والإستدامة والنمو.  معظم الأنماط الإدارية السائدة في عالمنا العربي تقوم على فكرة معاكسة؛ المدير يجب أن يكون قاسي ومخيف وصاحب هيبة..!!.  ماذا جنينا من هذه القسوة ومن هذه الهيبة..؟.

هل مؤسساتنا قادرة على القاء لأكثر من جيل أو جيلين..؟.

هل تستطيع مؤسساتُنا أن تتحول إلى إمبراطوريات كبيرة، لها فروع.. ؟. 

 هل يوجد في مؤسساتنا الصناعية أقسام للبحث والتطوير؟.

الجواب.. قليل جداً جداً..

هذا يدلل على أن الوجوه الخشبية، العبوس والتظاهر بالشدة، التي يرتديها معظم المدراء لم تنفع على المدى البعيد.

وفي العالم، هناك نظريتان، كما هو معروف؛ نظرية X ونظرية Y ، الأولى تقول أن الموظف يتقاضى راتب وعليه العمل مقابل هذا الراتب، لا أكثر ولا أقل.  بينما تؤكد الثانية على أن الموظف إنسان له مشاعر وطموحات ومشاعر وتوقعات، وبالتالي ينبغي التعامل معه على هذا الأساس للإرتقاء بأداءه من خلال تعزيز المهارات وبناء الدافعية.. 

معظم مدراءنا يؤمنون بالنظرية الأولى، ويتوقعون من الموظف أن يعمل. وإذا لم يعمل كما هو متوقع، فيتعاملون معه بقسوة؛ عقاب أو توبيخ. والعقاب قد يكون إنهاء خدمات. 

العالم أصبح يميل نحو النظرية الثانية، بل أصبح هناك تحول نحو القيادة الرحيمة العطوفة.. Compassionate management .

وهذه ليست دعوة إلى تبني هذا النمط الإداري تقليداً للغرب وجرياً وراءهم، وإنما بالتمسك بقيمنا وتعاليم ديننا.. مثل ما تنص عليه هذه الآيات:

" فلو كنت فظاُ غليظ القلب لإنفضوا من حولك " و " كتب ربك على نفسه الرحمة " وغيرها من الآيات والأحاديث،  فنحن أمة الرحمة، هكذا يُفترض..

في عالم اليوم لم تعد أساليب القسوة والنظرة الإستعبادية تنفع، هناك دعوة قوية للتخلي عن هذه الأساليب العقيمة وتبني نمط إداري فيه رحمة وتعاطف.  الرحمة لا تعني الضعف ولا ينبغي أن تؤدي إلى الترهل والفوضى.  رحمة مع عزم وتمسك بالمبادئ.

فما هي الرحمة إذن..؟؟.. وبماذا تتمثل..؟؟.. وما هو المطلوب من المدير الرحيم..؟؟.. مطلوب منه ببساطة ان لا يكون فظاً ولا يصرخ ولا يستخدم ألفاظ نابية.  وأن لا يكون قاسياً في أحكامه وقراراته.  وأن يهتم بمشاعر وإحتياجات وحقوق  الآخرين.  وبكل تأكيد أن يكون منصفاً ومتواصلاً وبشوشاً..

 هذا المدير يمتلك القوة فلا تضعفه بشاشته ويبقى لمنصبه هيبته رغم تبسطه مع أعضاء فريقه.  كما أنه يحافظ على المعايير ومستويات الأداء المطلوب.

ما الذي يجنيه المدير وما الذي تجنيه مؤسسته من الإدارة الرحيمة..؟؟.

الإدارة الرحيمة، بإختصار، تعزز الإنتماء وتنمي المبادرة وتشجع الإبتكار في أوساط العاملين وتحسن التواصل وتقوي روح الفريق وتخفض نسبة الدوران Turn over rate   ..

 بينما ردود الفعل القاسية والمعاملة الخشنة تجعل الموظفين يبتعدون عن المجازفة، والمجازفة هي محرك من محركات التقدم والتغيير، وتجعلهم يعملون في محيط الحد الأدنى من العطاء، ويحرصون أن لا يتعرضوا للعقاب، فيصبح همهم الأكبر أن لا يتعرضوا لعقاب المدير.   

العطف والرحمة ممارسة مُعدية، فإذا كان المدير رحيماً سيصبح غالبية موظفي الشركة يتعاطفون ويتراحمون فيما بينهم، فيقل التوتر وتصبح أجواء العمل مريحة ويتحسن الأداء العام.

ن أ

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter