كتاب " نحن واوربا " - الجزء الثالث - الفصل السادس - إمبراطوريات المغول
 
 



إمبراطوريات المغول

 

دولة الإيلخانات

 

وهي إحدى أربع كيانات تشكلت داخل الإمبراطورية المنغولية.  وقد تركزت دولة الإلخانات في العراق ووأذربيجان وأفغانستان وباكستان وعاصمتها تبريز .  أما الكيانات الثلاث الأخرى فهي إمبراطورية الخان الأعظم ( سلالة يوان ) في الصين ومنغوليا وكانت عاصمتها في قراقورم ثن نقلها قبلاي خان إلى بكين ، وسماها خان بالق ، والقبيلة الذهبية أو القفجاق في شمال البحر الأسود وبحر قزوين وعاصمتها سراي ، ومملكة الجغطاي Chaghadai Khanate فيما وراء النهر وعاصمتها سمرقند. وكانت الإمبراطورية المغولية قد تأسست في العام 1206 بتوحيد قبائلها وإعتلاء جنكيز خان عرشها.  وقد شنت حروب مدمرة في جميع الإتجاهات، الصين واليابان وكورية وجنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي لغاية فلسطين وأوربا لغاية فيينا.  فبلغت مساحة الإمبراطورية في أوج إتساعها 33 مليون كيلومتر مربع،  وعدد السكان أكثر من مائة مليون إنسان من مختلف الملل والأعراق.

تاسست دولة الإلخانات من قبل هولاكو خان، وهو حفيد جنكيز خان ، من إبنه تولوي وأم نسطورية .  وهو الذي قاد الجيوش التي إكتسحت أقاليم واسعة محطماً ممالك إسلامية عديدة ممتدة من ما وراء النهر حتى نهر الفرات. 

فعندما إعتلى مونكة خان، حفيد جنكيز خان، عرش المغول سنة 1251 كلف أخاه هولاكو بإعداد جيش لغزو غرب آسيا، فيُخضع الحشاشين والدولة العباسية ودولة المماليك.  فأخذ هولاكو يستعد لهذه الحملة التي ستنطلق من بلاد فارس، التي كانت تحت حكم المغول منذ عقود.  إستغرق الإستعداد خمس سنين، حيث تم حشد عدد كبير جداً من المقاتلين، فقد تم تجنيد واحد من كل عشر رجال في سن حمل السلاح.  وفعلاً تحرك الجيش في العام 1256. 

وتمكن هولاكو من السيطرة على حصون الحشاشين، الذين إستسلموا بدون قتال، ولكنه أمر بذبحهم.  

وتم تدمير بغداد سنة 1258، فقتل الخليفة المستعصم وعدداً كبيراً من رجال الدولة ونهب قصورها وأباحها وخرب أكثر مبانيها وحرق مكتباتها.  ويذكر أن المغول لم يتعرضوا للجالية المسيحية في بغداد ، ويذكر أيضاً أن زوجة هولاكو كانت مسيحية على المذهب النسطوري وكذلك كان أفضل أصدقاءه وقادته كيتبوقا ، بينما كان هولاكو بوذياً .

لقد كان حجم الدمار في العراق هائلاً لدرجة أن عدد سكانها ومساحات الأراضي الزراعية وحجم الإنتاج الزراعي ، الذي كان في منتصف القرن الثالث عشر ، أكثر من ذلك في القرن الحادي والعشرين .

ثم عزم هولاكو على مهاجمة الشام، ولكنه إضطر إلى العودة إلى عاصمة بلاده عند علمه بوفاة أخيه الخان الأعظم، مونكة خان ، الذي توفي في نفس السنة التي سقطت فيها بغداد، 1258م .  وكان هولاكو قد نظم إدارة البلاد المفتوحة وأبقى قوانينها وتنظيماتها كما هي، وألف إدارة العراق من رجال الخلافة وموظفيها [1] .

ثم زحف الجيش المغولي نحو الشام وإستولى على حلب وفتك بالكثيرين من أهلها، ثم توغل في بلاد الشام ولكنه تلقى هزيمة منكرة  في عين جالوت، وقد حصل هذا في غياب هولاكو في الشرق.  

وكان بعض أمراء الشام من الأيوبيين وغيرهم قد بادر وأرسل إلى هولاكو بالهدايا ولكنه رفضها، ثم هاجم ميافارقين وحاصرها لمدة سنتين وإستولى عليها، وحاصر أربيل لمدة ستة أشهر وفتحها.  وسار أمراء السلاجقة في الأناضول إلى بغداد ودخلوا في طاعة هولاكو.  وكذلك فعل لؤلؤ صاحب الموصل. 

وباشر المغول في الإستيلاء على مدن الشام الواحدة بعد الأخرى إلى أن إستولوا على غزة.  وقد عينوا بعض المسلمين على بعض المدن، مثل عماد الدين القزويني ، الذي عينوه والياً على حلب.  ولكنهم عينوا على الشام والياً مغولياً إسمه كسعا [2] .   لقد تم القضاء على حكم بني أيوب من الشام.  ومما يلفت النظر أن الصليبيين لم يهاجموا الممتلكات الصليبية، كما أنهم لم ينسقوا معها ، وبالتالي لم يقوموا بعمليات مشتركة بالتعاون مع الصليبيين.  ويذكر إبن خلدون أن قائد جيش المغول كسعا عسكر خارج دمشق بعد فتحها، فجاءه وفد من الصليبيين [3] .

 

عين جالوت

تقع عين جالوت بالقرب من جنين في فلسطين.  وكان القضاء على دولة المماليك ضمن المهام التي أُنيطت بهولاكو للقيام بها قبل مغادرة عاصمة المغول وبلاط أخيه فيها. فكتب لهم يطلب منهم الإستسلام بمنتهى العجرفة والكبر الذي كان معروفاً عن المغول.  ولم تكن مصر في أفضل أوقاتها حين وصلت الرسل تحمل كتاب هولاكو.  فقد كان عزالدين أيبك قد مات وخلفه إبنه المراهق الملقب بالمنصور.  أُستقبل مبعوثي المغول في البلاط المصري، حيث كان الرد بتمزيق الرسالة بإحدى الروايات وقتل الرسل برواية أخرى.  حيث وضعت القيادة المصرية نفسها أمام خيار واحد ، وهو المواجهة.

فقام قادة المماليك  بعزل المنصور وإتفقوا على قطز سلطاناً عليهم، ثم إستدعوا العز الدين بن عبد السلام، الفقيه المعروف، حيث أخبروه بعزمهم على الوقوف بوجه المغول.  فأفتى بإمكانية جمع ضرائب إضافية من الناس شرط تبرع رجال الدولة بذهبهم وغالبية أموالهم.  وهكذا بدأوا بحملة تبرعات نجم عنها جمع أموال كثيرة وخلق وحدة وطنية نادرة.  فخرج الجيش المصري لمواجهة المغول وهو في أفضل حال وبمعنويات عالية.  وفي ميدان المعركة هزم المغول رغم التعادل العددي للجيشين.  وكان الجيش المغولي بقيادة القائد المغولي النسطوري كيتبوقا( الذي يسميه إبن خلدون كسعا ، ويسميه أبو الفدا كتبغا ) ، الذي قُتل وأُسر إبنه ، كما قُتل وأُسر معظم جنود المغول [4] .  وتعد معركة عين جالوت من المعارك الحاسمة في التاريخ، فقد أوقفت الزحف المغولي في إتجاه الغرب.      

 

تأسيس الدولة المغولية

قام المغول  بتأسيس دولتهم المسماة دولة الإلخانات، وتعني الدولة التابعة للخانات في قراقورم في منغوليا ، التي يحكمها الخان الأعظم.  وإتخذوا من تبريز عاصمةً لهم .  وكان أول حكامها هولاكو نفسه.  وكان هولاكو ( 1256 – 1265 ) قد غادر المنطقة عند سماعه بوفاة أخيه سنة 1259، حيث عاد إلى العاصمة قراقورم ليشارك في إختيار الخان الجديد، حسب التقاليد المغولية.  حيث تم إنتخاب أخاه الآخر قبلاي خان . وعاد هولاكو إلى تبريز في العام 1262م ،  وواصل حكم الدولة الوليدة إلى أن توفي سنة 1265م.  وفي سنة 1263 وقعت حرب بين دولة الإلخانات والقبيلة الذهبية التي تزعمها إبن عمه بركة خان، ولم يستطع الخان الأعظم قبلاي خان أن يوقفها.

وكان بركة خان قد أسلم ، وإستلم الحكم بعد أخيه باطو خان سنة 1257م، مؤسس دولة القفجاق أو القبيلة الذهبية في شمال البحر الأسود .  وكان قد إستاء من قتل الخليفة المستعصم وتدمير بغداد ونهبها، فشن حرباً على هولاكو، وبقي العداء مستحكماً بين الدولتين المغوليتين ، القفجاق والإلخانات لمدة طويلة.  ومن العجيب أن أكثر من عمل على الثأر لإستباحة بغداد من قبل المغول ، كان من المغول أنفسهم .

وبعد وفاة هولاكو خلفه إبنه أباقاخان ( 1265 – 1282 ).  وكان هولاكو عين علاء الدين الجويني والياً على بغداد، فأقره اباقا خان بمنصبه وأعطاه صلاحيات واسعة.  أقام أباقا خان علاقات مع الصليبيين لمواجهة المماليك، ولم يوفق الطرفان للقيام بعمل مشترك ضد المماليك ، بإستثناء هجوم فاشل على حلب .  بل قام المماليك ، في هذه الأثناء ، بمهاجمة مملكة أرمينيا الصغرى، حليفة المغول، سنة 1266م.  كما هزم جيش مملوكي جيشاً مغولياً بقيادة منجو تيمور أخي أباقا خان سنة 1281م في شمال سوريا.  وفي العموم إتسمت أيام أباقا خان بالهدوء .

توفي اباقا خان بمرض هذيان السكارى سنة 1282 فتولى أخوه تكودارخان ( 1282 – 1284 ) ، وكان قد لاقى منافسة من قبل الإبن الحادي عشر لهولاكو، وكان نسطورياً ، ولكنه توفي قبل إجتماع أمراء المغول بعشرة أيام في آلاتاغ في شمالي أذربيجان ، ليختاروا الخان فيه. أشهر تكودار إسلامه بمجرد إعتلاءه العرش، وتسمى السلطان أحمد.  وعندما وصل خبرإسلامه إلى بغداد تزينت المدينة وإحتفلت لعدة أيام .  كما تبادل الرسائل مع قلاوون السلطان المملوكي يخبره أنه أسلم وأن العداء بينهما لم يعد له مبرر، ويدعوه للتعاون وعقد معاهدة.  وجاء رد قلاوون مرحباً بإسلام خان المغول، ولم يتطرق الرد جواباً على إقتراح عقد معاهدة [5] .  فربما إعتقد قلاوون أن ذلك مبكراً.  ولم يرق إسلام الخان لبقية المغول فثار عليه إبن أخيه آرغون بن أباقا خان فتغلب عليه بعد معارك دامية فقتله.

ثم تولى آرغون ( 1284 – 1291 )، الذي قام بتعيين والي مغولي على العراق.  وقام بإضطهاد المسلمين وأبعدهم عن أجهزة الدولة.  وعهد بشؤون جمع الضرائب إلى طبيب يهودي هو سعد الدولة، وقد ضغط على الرعية من أجل الحصول على الأموال. وحاول التقرب من القوى الصليبية ولكنه لم يحقق شيء.

  وجاء بعد آرغون أخوه كيخاتوخان ( 1291 – 1294)، وقد كان محباً للهو وكثيراً ما لجأ لبيع المناصب للحصول على المال.  وفي زمانه عُرفت النقود الورقية ، حيث تم إعدادها في تبريز وحُملت إلى بغداد.  ساءت أحوال الدولة في زمانه فثار عليه بايدو خان إبن حفيد هولاكو.  حكم بايدوخان ( 1294 – 1295 ) وكان حكمه بحدود السنة، حيث ثار عليه والي خراسان غازانبنآراغون ( 1295 – 1303 ).  الذي أسلم وتسمى محمود، وإنتشر الإسلام بين المغول.  وقد أسلم متأثراً بنائبه الأمير نوروز بن أرغون ، الذي كان قد إعتنق الإسلام .  فأصدر منشوراً ينص على أن الدين الإسلامي هو دين الدولة، مطالباً موظفي الدولة بالإستقامة والتعامل مع الناس بالعدل والإبتعاد عن الظلم.  وقام غازان بكثيرٍ من الإصلاحات .  وفي زمانه بدأ المغول بلبس العمائم ، وتوقفوا عن تسمية أنفسهم إيلخانات أي التابعين للخانات ، فأصبحوا خانات ، فقد حققوا إستقلالهم . وفي زمانه وقع إضطهاد شديد على غير المسلمين.  ذهب غازان إلى بغداد، فزار المدرسة المستنصرية، وإجتمع مع علمائها ورتب لهم المرتبات، كما زار الأضرحة.  توفي غازان وعمره 33 سنة، ويسند إليه حفر النهر الغازاني.  وفي زمانه هاجم المغول شمال سوريا عدة مرات .

أوصى غازان إلى أخيه الجايتومحمدخدابنده ( 1303 - 1316 ).  وفي عهده جرت إصلاحات

كثيرة.  وسك العملة وعليها أسماء الخلفاء الراشدين، وكان محباً لأهل الدين والصلاح فإستتبت الأمور في زمنه وأخمدت الثورات.  وبنى العديد من المدارس والمستشفيات.  وتولى الحكم بعده إبنه أبوسعيدبهادر ( 1316- 1335) وهو صغير السن، وكان جواداً عاقلاً حكيماً وأبطل الكثير من الضرائب.  وخلفه قائد عسكري إسمه أرباخان ( 1335 – 1335)، وهو من سلالة جنكيز خان.  رشحه الوزير محمد بن رشيد الدولة لتولي الحكم بعد وفاة أبو سعيد.  ولكنه أساء السيرة فظلم وأساء إلى أسرة أبي سعيد فقتل زوجته، فثاروا عليه وقتلوه، وعينوا موسىخان ( 1335 – 1337) وهو من سلالة هولاكو، فلم يرضى عن ذلك بعض رجال الدولة، فأرسلوا إلى الشيخ حسن الكبير الإيلخاني، فجاء على رأس جيشٍ كبير وهزم جيش موسى قرب تبريز وقتله [6] .  وبقتله وُضعت نهاية لدولة الإيلخانات بعد 79 سنة من تأسيسها.           

 

معركة جزيرة إيكي

هاجم المغول اليابان في العام 1274.  وقد تم إيقاف زحفهم في معركة جزيرة إيكي سنة 1293 رغم التفوق العددي للمغول.  وقد كان جيش المغول بقيادة قبلاي خان نفسه ، الذي خلف أخاه منكه، وهو حفيد جنكيز خان وأخو هولاكو خان.

لقد كانت هزيمة المغول في هذه المعركة وهزيمتهم في عين جالوت السبب، في نظر بعض المؤرخين، في إيقاف زحف المغول مما أدى إلى ضعف دولتهم تدريجياً وإنحلالها، هذا على الرغم من بقاء بعض ممالكهم لأكثر من مائتي وخمسين عاماً.  وقد توقف إندفاعهم مع نهاية القرن.  وتقسمت الإمبراطورية إلى أربع أقسام.  دخل في الإسلام ثلاثة منها ، بينما تبنى قسمٌ رابع الثقافة الصينية ونقل عاصمته إلى بكين، وكان لهذا أثر سلبي على معنويات المغول.

  الدولة الجلائرية

إستعان رجال الدولة الخانات بالشيخ حسن الكبير الجلائري للتخلص من جور موسى خان، وكان الشيخ حسن الوالي على الجزء من الأناضول التابع لهم.  فتمكن الشيخ حسن ( 738 – 757 ) ( 1328 – 1356 )، الذي زحف على رأس جيش، من الإطاحة بموسى وقتله.  ثم تسلم الحكم في العراق ، وإهتم بإعمار بغداد.  كما إهتم في مدينة النجف. وكان عادلاً وذا سيرة حسنة.

ولي السلطان أويس ( 1356 – 1374 ) الحكم بعد وفاة أبيه.  وسار على نهج أبيه في حسن السيرة.  وقام بقيادة حملة على أذربيجان لغاية توسيع بلاده، ولم تكن حملة موفقة.  وفي غيابه عن بغداد تمرد عليه نائبه عليها، وهو مولى لأويس إسمه مرجان.  وإنفرد بالحكم فيها.  وعاد أويس وحاصر بغداد ودخلها وقبض على مرجان، وأراد قتله فشفع له جماعة من أعيان بغداد، فعفا عنه. 

وعلى الرغم من قصر فترة حكم مرجان ، فقد خلد ذكرة بناءه المدرسة المرجانية، كما أنشأ دار الشفاء، التي تحولت إلى مقهى في القرن العشرين ، بإسم خان مرجان.

وبعد وفاة أويس،  تولى السلطنة حسينبنأويس ( 1374 – 1383) بعد التغلب على إخوته، ولكن الصراع تجدد عندما حاول أحدهم الإستقلال ببغداد وهو علي، فأرسل حسين جيشاً كثيف بقيادة أخٍ آخر له وهو أحمد، فإنتصر وأعاد بغداد إلى الدولة.  فولاه حسين عليها.  ولكن علي أعاد الكرة وجهز جيشاً كبيراً وهاجم تبريز وإستولى عليها وقتل أخاه حسين، سنة 785هـ ( 1383م ).  إستلم عليبنأويس ( 1383- 1384) ولكن حكمه لم يستمر طويلاً إذ حاول مجابهة أخيه فقتل في المعركة.  وترك في بغداد مسجد السلطان علي ليذكر الأجيال به [7] .          

تسلم أحمد بن أويس ولاية بغداد لأخيه علي الذي كان يحكم في تبريز، عل إثر فوزه على أخيه علي، ثم ما لبث أحمد أن زحف على تبريز وإستولى على السلطنة سنة 785 هـ/ 1384م. 

إنتهت الدولة الجلائرية بغزو تيمور لنك للعراق.  ولكنه لم يكن موتاً سهلاً، إذ تمكن أحمد من إستعادة بغداد من تيمور لنك بمساعدة المماليك، ولكنه تمكن من إعادة إحتلال بغداد ووضع نهاية للدولة الجلائرية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]  بغداد.

[2]  إبن خلدون ج 5.

[3]  ابن خلدون ج 5.

[4]  تاريخ أبي الفدا.

[5]  تاريخ المماليك، طقوش.

[6]  بغداد، خلفاؤها، ولاتها، ملوكها، وؤساؤها  باقر امين الورد.

[7]  بغداد .


 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter